بسم الله الرحمن الرحيم
البيان الختامي
للمؤتمر الدولي الحادي عشر عن دور الإسلام في تحقيق الأمن والسلام العالمي
المنعقد يومي 30 و31 ديسمبر عام 2017م في رحاب
الجامعة الإسلامية العالمية شيتاغونغ، بنغلاديش
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد، فإن كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية العالمية شيتاغونغ، بنغلاديش قد قامت بتنظيم المؤتمر الدولي الحادي عشر عن دور الإسلام في تحقيق الأمن والسلام العالمي في قاعة المؤتمرات بالجامعة يومي 30 و31 ديسمير عام 2017م. وبدأت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر في الساعة العاشرة صباحا يوم الثلاثين من ديسمبر عام 2017م بحضور كل من معالي البروفيسور محمد عبد المنان، رئيس لجنة موافقة الجامعة بحكومة جمهورية بنغلاديش الشعبية كضيف أول. وترأس الجلسة معالي البروفيسور ك م غلام محيي الدين، مدير الجامعة الإسلامية العالمية شيتاغونغ، كما حضر الجلسة الافتتاحية معالي البروفيسور الدكتور أ ك م أزهار الإسلام، المدير السابق للجامعة الإسلامية العالمية شيتاغونغ كضيف خصوصي، وفضيلة البروفيسور الدكتور محمد دلاور حسين، نائب مدير الجامعة الإسلامية العالمية شيتاغونغ، وفضيلة البروفيسور الدكتور قاضي دين محمد، نائب رئيس أمانة الجامعة الإسلامية العالمية شيتاغونغ، وفضيلة السيد محمد نور الله، عضو أمانة الجامعة الإسلامية العالمية شيتاغونغ، وفضيلة البروفيسور الدكتور الجمعي شبايكي، نائب مدير جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بالجزائر، وفضيلة البروفيسور الدكتور محمد ثناء الله الندوي، الأستاذ بجامعة عليكرة الإسلامية بالهند، وفضيلة البروفيسور الدكتور محمد أبو يحيى، الأستاذ بجامعة بن زهير، وفضيلة البروفيسور الدكتور ناجي مصطفى بدوي سليمان، جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بالسودان كمتحدثين رئيسيين، وفضيلة البروفيسور الدكتور محمد نجم الحق الندوي، عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية العالمية شيتاغونغ، وعدد من المفكرين والعلماء والباحثين من إحدى وعشرين دولة عربية وإسلامية و أوربية مثل: المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية ومصر والجزائر والسودان والعراق وقطر والمملكة الأردنية الهاشمية والإمارات العربية المتحدة وليبيا والصومال وعمان وفلسطين وتركيا وماليزيا وباكستان وتايلند وبريطانيا والنمسا وبنغلاديش، كما حضرها عدد كبير من المسئولين والأساتذة و الموظفين والطلاب والطالبات من الجامعة الإسلامية العالمية شيتاغونغ.
وقد ألقيت كلمات من قبل الضيوف الأجلاء ومسئولي الجامعة ركزوا فيها على ضرورة الأمن والسلام وتحقيقهما في العالم لصالح الإنسانية جمعاء، وأكدوا على أن الإسلام دين الأمن والسلام، ودين العدل والمساواة، ودين الرحمة والإنسانية، وأنه يدعو إلى تحقيق الأمن والسلام على المستوى العالمي، وأنه يحارب الغلو والتطرف والفساد والإرهاب، كما يدعو إلى نبذ جميع مظاهر الفساد والإرهاب والإفراط والتفريط بكل صورها وأشكالها.
وبدأت الجلسة العامة الأولى للباحثين والمشاركين برئاسة وفضيلة البروفيسور الدكتور محمد ثناء الله الندوي، الأستاذ بجامعة عليكرة الإسلامية بالهند في قاعة المؤتمرات بالجامعة شارك فيها العلماء والمفكرون والباحثون والأساتذة والطلاب والطالبات من الجامعة. وألقى فيها معالى البروفيسور الدكتور أ ك م أزهار الإسلام، المدير السابق للجامعة الإسلامية العالمية شيتاغونغ و فضيلة البروفيسور الدكتور الجمعي شبايكي، نائب مدير جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بالجزائر كمتحدثين رئيسين.
ثم عقدت الجلسات الأكاديمية الأولى و الجلسات الأكاديمية الثانية في الساعة الثانية ظهرا في ثلاث قاعات متوازية.
وفي اليوم الثاني من المؤتمر، بدأت الجلسة العامة الثانية في الساعة التاسعة والنصف صباحا برئاسة البروفيسور الدكتور الجمعي شبايكي، نائب مدير جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بالجزائر ، وألقى فيها معالى البروفيسور الدكتور محمد ثناء الله الندوي ، الأستاذ بجامعة عليكرة بالهند ، وفضيلة البروفيسور الدكتور محمد أبو يحيى، الأستاذ بجامعة بن زهير، وفضيلة البروفيسور الدكتور ناجي مصطفى بدوي سليمان، جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بالسودان كمتحدثين رئيسين.
ثم عقدت الجلسات الأكاديمية الثالثة في عند الساعة الحادية عشرة صباحا في ثلاث قاعات متوازية، و الجلسات الأكاديمية الرابعة في الساعة الثانية ظهرا في ثلاث قاعات متوازية. ثم اختتم المؤتمر بحفلة ختامية و حفل عشاء على تكريم العلماء والباحثين والمشاركين في فندق بينينسولا (Peninsula)بمدينة شيتاغونغ.
وقد عرضت في المؤتمر 90 مقالة علمية من بين 157مقالة في اللغتين العربية والإنجليزية، والتي أوصت لجنة التحكيم بقبولها وتقديمها في المؤتمر. و قدم العلماء الباحثون مقالاتهم العلمية في المؤتمر في ستة محاور، وهي: 1- دور الإسلام وعلاقته بتحقيق الأمن والسلام في العالم.
2- دور الإسلام في تحقيق الأمن الفكري والعقدي والمذهبي على المستوى العالمي.
3- دور الإسلام في تحقيق الأمن الاقتصادي والاجتماعي والسياسي على المستوى العالمي.
4- دور الإعلام في ترسيخ الأمن والسلام العالمي من منظور الإسلام.
5- جهود العلماء في ترسيخ منهج الإسلام الوسطي المعتدل ونشره محليا ودوليا.
6- دور التعليم الجامعي في توضيح مفهوم الإسلام ورسالته وأثر ذلك في تحقيق الأمن الفكري.
وأكد العلماء الباحثون في مقالاتهم على أن الإسلام دين أمن وسلام، وهو دين العدل والمساواة، ودين الرحمة والتعاون، وهو دين الوسطية والاعتدال في كل مجال من المجالات الدينية والعلمية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها وفي كل شأن منه شئون الحياة. كما أن الإسلام يرفض الفساد والانحلال، والعنف والإرهاب، ويحارب الغلو والتطرف، والإفراط والتفريط بكل أشكالها وصورها.
وقدم الباحثون والعلماء والمفكرون والمتحدثون خلال مقالاتهم وبحوثهم الاقتراحات والتوصيات التالية:
- بيان حقائق الإسلام ومبادئه و أصوله بنشر المفاهيم الصحيحة المنبثقة عن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
- توضيح مبدأ الأمن والسلام ، والعدل والمساواة، والرحمة والتعاون في الإسلام وكيفية تطبيقها في الواقع المعاش.
- إبراز معنى الوسطية وحقيقتها، وإيضاح أشكال وصور الوسطية كما جاء في القرآن والسنة.
- تحديد مفهوم الفساد والإرهاب، والغلو والتطرف، وبيان أن الإسلام يرفضها ويحاربها محاربة قوية، كما يندد وينكر كل أعمال العنف والإرهاب في أي زمان ومكان.
- التصدي لجميع تيارات الغلو والتطرف، والفتن والفساد، وبيان أن هذه التيارات تعد جناية على الإسلام، وأنها لا تجنى نفعا للإسلام بل هي تضر به ضررا فادحا.
- تحصين الشباب والطلاب والطالبات خاصة من هذه التيارات الفاسدة والمضرة بالإسلام.
- تصحيح المفاهيم المغلوطة والرؤى المنحرفة والمزاعم الباطلة، ورد الشبهات والافتراءات حول الإسلام والمسلمين خاصة في العالم الغربي.
- استغلال و استخدام وسائل الإعلام الحديثة منها خاصة مثل إنترنت وغيره للتعريف بالإسلام وإظهاره بالصورة الصحيحة، وإزالة الأوهام ورد الشبهات والافتراءات والمزاعم الباطلة بدلائل علمية وبراهين منطقية.
- إعداد كوادر إعلامية متخصصة مؤهلة ومتصفة بعقيدة راسخة سليمة وقيم وأخلاق نبيلة للمساهمة والعمل في مجال الإعلام خاصة في مجال الإعلام الإسلامي.
- إ عداد رجال مؤهلين بالكفاءات العلمية والعقدية والخلقية في مجالات الاقتصاد والتربية والعلوم والتقنية والسياسة وغيرها ليتمكنوا من تقديم مساهمات فعالة في تلك المجالات لتحقيق الأمن والسلام على المستوى المحلي والدولي.
- دعوة المؤسسات التعليمية والتربوية والدعوية والإعلامية إلى تعزيز الجهود والتعاون فيما بينهم لنشر المفاهيم الصحيحة للإسلام وبالتالي تحقيق الأمن والسلام في العالم.
- الاهتمام بالإعلام و وسائله المختلفة واستخدامها في الدعوة إلى الله تعالى، ونشر المفاهيم الصحيحة للإسلام، وإزالة الشبهات والتهم الباطلة ضد الإسلام.
- الدعوة إلى توحيد الأمة الإسلامية وتكثيف الجهود المتكاتفة خاصة بين العلماء والمثقفين والباحثين و الجامعات ومؤسسات التعليم لإنجاز البحوث والدراسات لإبراز حقائق الإسلام ومبادئه لتحقيق الأمن والسلام في العالم.
- تقديم الشكر والتقدير إلى الجامعة الإسلامية العالمية شيتاغونغ خاصة كلية الشريعة والدراسات على استضافة المؤتمر الدولي عن دور الإسلام في تحقيق الأمن السلام العالمي في رحابها، وإتاحة الفرصة للعلماء والباحثين لتقديم عصارة تفكيرهم في هذه المنصة العلمية العالمية.
- دعوة العلماء والمفكرين والباحثين والدعاة للعمل الجاد في مجال البحوث والدراسات العلمية في يتعلق بقضايا الإسلام المختلفة ونشرها بين الشعوب والمجتمعات.
- دعوة الجامعات والمعاهد والمؤسسات التعليمية والتربوية لإدراج المواد المتعلقة بقضية الأمن والسلام والتعايش السلمي بين الشعوب والمجتمعات، والتنديد بالفساد والإرهاب والغلو والتطرف وإنكارها.
- دعوة الحكومات الإسلامية والجهات المعنية فيها لتكثيف الجهود لنشر المفاهيم الصحيحة للإسلام المنبثقة من القرآن والسنة، وذلك بإنشاء هيئة عليا مشتركة مكونة من العلماء والمتخصصين من تلك البلاد للقيام ببحوث ودراسات علمية حول أصول ومبادئ وقواعد وقيم و وسطية الإسلام، واستخراج سبل العمل والتطبيق في شتى مجالات الحياة.
وفي الختام ندعو الله تعالى أن يكلل جهودنا ومساعينا بالنجاح والتوفيق لصالح الأمة الإسلامية جمعاء، أن يتقبلها منا جميعا، وأن يجعلها في ميزان حسناتنا يوم القيامة. وعليه نتوكل ومنه التوفيق.